الخميس، 23 مايو 2013

حول تأملات في تعريف البلاغة للدكتور عبد الله موساوي

لقد خصص الدكتور عبد الله الموساوي هذه الدراسة القيمة للنعبير عن الشروط التي تتحقق بها البلاغة، وطرح قضايا ترتبط يتحديد مفهوم البلاغة وارتباطاته المختلفة بالاتجاهات النقدية اللغوية الحديثة والقديمة.
ومن ثم نجده يخصص مدخلا مقتضبا يعالج فيه تعريف البلاغة والتكامل اللغوي أي المستوى التكاملي الذي يطبع معاني الغاية في لفظ البلاغة والوسيلة في لفظ البيان والطريقة في لفظ البديع، والتخصص في لفظ الفصاحة ، كما يتضمن المدخل أيضا تعريف البلاغة والتكامل الدلالي، أي المستويات التكاملية التي يؤسس عليها التعريف وهي الوضوح والبان وجودة العبارة ثم تداول الخطاب.
وبعد هذا المدخل خصص الفصل الأول لعرض قضية الجمال في مطابقات الكلام  مشيرا إلى جمالية المطابقة وما يرافقها من اختيار جمالي وما يتطلبه ذلك من انسجام أثناء بناء الكلام.
وقد عرض في الفصل الثاني لخصوصيات مقتضيات الأحوال، حيث تتبع أثر الأحوال في إنتاج الكلام والتفنن فيه، في ارتباط ملزم بخصوصيات الزمن والمكان والمزاج، وفي علاقة مباشرة بالمعطيات النفسية للمبدع وتأثرها بما يسمى ملهمات الجو الابداعي، لأن النفس ينقاد لها  الكلام في أوقات زمنية خاصة ، وتعطيك خيره في ارتباط بشاعرية المكان أيضا، كما تجود الخاطر بالابداع بعد راحة المزاج وصفاء الفكر ورغبة النفس ، فيأتي الكلام بلا تكلف أحيل منه ما كان مستحيلا ممكنا.
هذا وقد أفرد الفصل الثالث للحديث عن فصاحة الكلام بتأمل يساير الرؤية الشمولية للكلام في سنن العرب ومعاييره اللغوية والجمالية مبينا كيف أن البلاغيين اعتنوا بفصاحة المركب ليجعلوه منفتحا على نظريات نقدية حديثة.
وفي الفصل الرابع والأخير تحدث عن آفاق تعرف البلاغة وامتداداته، والعلاقة التكاملية بين القديم والحديث، أي انفتاح العريف على مفاهيم النص والأسلوب والتلقي والتداول والتواصل.
وإجمالا فما يمكن تسجيله من ملا حظات حول هذه الدراسة القيمة هو باختصار شديد لأن المقام لا يفيد، إنها دراسة تدخل في مجال الدراسات الاصطلاحية وإن كانت لا تعلن ذلك بصراحة وهو نمط من الدراسات التي تفيد في تدقيق الاصطلاحات النقدية والبلاغية وجعلها تحظى بالحيوية والمواكبة لمستجدات الدراسات الأدبية الحديثة.
وعموما فهذه الدراسة لا يمكن فصلها على سلسلة القراءات السابقة واللاحقة التي تسعى إلى تجديد البلاغة العربية بدءا من الدعوة إلى ذلك مع طه حين مرورا بأمين الخولي في كتابه الأسلوب ثم شوقي ضيف في كتابه البلاغة العربية تطور وتاريخ ثم بداوي طبانة في كتابه البيان العربي وصولا إلى حمادي صمود في كتابه التفكير البلاغي عند العرب ومحمد العمري في مجموع أعماله ثم عبد السلام المسدي وغيرهم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق